كنت احتسى مشروبى ذا الطعم اللذيذ ..وانااشاهد التلفازالذى به اجمل الافلام الرومانسية التي استمتع بها كثيرا انقطع الفيلم لاذاعة اهم الانباء... انتبهت لما يحدث بالشاشه بعدما كنت بحالة هيام من فيلمى الشيق..... ماذا يحدث ؟......انه نبا من بلد المعراج... بدات اطرافي ترتعش وكان مشروبي تحول لسلك كهرباء.... ياله من منزل جميل تدب الروح في كل ارجائه من ابتسامة مريم ومحمد وهم يلعبون بالحديقة... والام تجلس في الشرفة تخيط لابنائها اجمل الملابس وتشاهدهم وهم يلعبون..... والاب يجلس على كرسه الهزاز في الحديقة يقرا الجريده........ وفجاه يصل لاذانهم صوت الرصاص يمحي البسمة من شفتيهم ويحولها لحالة ذعر
واقترب الصوت واخذ محمد اخته وجري بها ليرتمي بحضن ابيه ليزيل بحنانه ملامح الخوف التي ارتسمت على وجههما بدلا من البراءة الجذابه... وكلهم ينظرون حولهم واعلاهم ليعرفوا مصدر هذه الطلقات, لكنها في كل مكان وفجاة هناك صوت اخر غير صوت الرصاص. انها استغاثه من انها الام...... لما تستغيث؟!... جري الاب وترك مريم بحضن اخيها _الذي يزيد عنها بعامين فقط _انها ايدي اثمة تعتدي عليها.. ثار الاب وبدا يدافع عن شرفه والاطفال يفكرون هل سينجح ابي في انقاذ عرضه ام........ ولم يتما تفكيرهما وانقطع صوت الشجار والاستغاثة ......عندما غرس الخنجر في صدر الاب... وسقط قتيلا وهو يدافع عن اغلي ما يملك وتركت مريم حضن اخيها وهي تجري وتصيح ابي.. ابي.. اب... كانت رصاصة اليد الخسيسة تعرف مسارها جيدا لقلب مريم النظيف الطهور..وخرست لسانها عن الصياح ......وكانت اسرع بكثير من خطى اخيها الذى جرى وراءها ليعيدها لحضنه ثانية, ولكن... اخذها فى حضنه وهى قتيله وحولت ملابسه للون الاحمر بدماءها وسقطت الام من هول الموقف وظنوها ماتت حسرة على زوجها وبنتها وقبل ان يتركوا المنزل الذى سلبوه كل شىء احرقوه بالنار حتى يطمانوا انهم قتلوا كل شىء حتى الاساس واغشيت ابصارهم عن الولد الذى فى السادسه من عمره الذى ذهب لينقذ امه من النيران_ فكفاها ما بداخلها من نيران تكفى لحرق العالم باكمله_ وفاقت الام على صوت ابنها وهو يصيح افيقى ياامى النيران فى كل مكان..... وفاقت الام لتاخذ ابنها بعيداعن الحريق ولكنها.. القت نظره اخيره على مملكتها المحطمه فوجدت ملابس ابناءها الجديده تاكلها النار كما ياكل الحزن قلبها وما كان بى اعصاب تتحمل مسك الكوب فسقط من بين يدى.. وانسكب منه المشروب الذى تحول طعمه الذيذ الى مرار... واذرفت دموعى تختلط بالمشروب المسكوب وتسالنى من المسئول عن كل هذا؟!.... واجابت نفسى على دموعى انا المسئوله...... نعم انا المسئوله عن كل ما حدث... انا التى سلبت الحياه من هذا المنزل.. بصمتى نعم صمتى هو الخنجر الذى غرس فى صدر هذا الاب..... وصمتى هو الرصاصه التى اتخذت قلب مريم مقر لها...... نعم ...انا سبب كل هذا.. انا وكل من يصمت عن الحق الضائع........
بسم الله الرحمن الرحيم
(واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)
صدق الله العظيم