حرف الذال
ذريرة :ثبت في الصحيحين : عن عائشة رضي الله عنها قالت : طيبت رسول الله r بيدي ، بذريرة في حجة الوداع لحله وإحرامه . تقدم الكلام في الذريرة ومنافعها وما هيتها ، فلا حاجة لإعادته .
--------------------------------------------------------------------------------
ذباب : تقدم في حديث أبي هريرة المتفق عليه في أمره r بغمس الذباب في الطعام إذا سقط فيه لأجل الشفاء الذي في جناحه ، وهو كالترياق للسم الذي في الجناح الآخر ، وذكرنا منافع الذباب هناك .
--------------------------------------------------------------------------------
ذهب : روى أبو داود ، والترمذي : " أن النبي r رخص لعرفجة بن أسعد لما قطع أنفه يوم الكلاب ، واتخذ أنفاً من ورق ، فأنتن عليه ، فأمره النبي r أن يتخذ أنفاً من ذهب " . وليس لعرفجة عندهم غير هذا الحديث الواحد .الذهب :زينة الدنيا ، وطلسم الوجود ، ومفرح النفوس ، ومقوي الظهور ، وسر الله في أرضه ، ومزاجه في سائر الكيفيات ، وفيه حرارة لطيفة تدخل في سائر المعجونات اللطيفة والمفرحات ، وهو أعدل المعادن على الإطلاق وأشرفها .ومن خواصه أنه إذا دفن في الأرض ، لم يضره التراب ، ولم ينقصه شيئاً ، وبرادته إذا خلطت بالأدوية ، نفعت من ضعف القلب ، والرجفان العارض من السوداء ، وينفع من حديث النفس ، والحزن ، والغم ، والفزع ، والعشق ، ويسمن البدن ، ويقويه ، ويذهب الصفار ، ويحسن اللون ، وينفع من الجذام ، وجميع الأوجاع والأمراض السوداوية ، ويدخل بخاصية في أدوية داء الثعلب ، وداء الحية شرباً وطلاء ، ويجلو العين ويقويها ، وينفع من كثير من أمراضها ، ويقوي جميع الأعضاء .وإمساكه في الفم يزيل البخر ، ومن كان به مرض يحتاج إلى الكي ، وكوي به ، لم يتنفط موضعه ، ويبرأ سريعاً ، وإن اتخذ منه ميلاً واكتحل به ، قوى العين وجلاها ، وإذا اتخذ منه خاتم فصه منه وأحمي ، وكوي به قوادم أجنحة الحمام ، ألفت أبراجها ، ولم تنتقل عنها .وله خاصية عجيبة في تقوية النفوس ، لأجلها أبيح في الحرب والسلاح منه ما أبيح ، وقد روى الترمذي من حديث مزيدة العصري رضي الله عنه ، قال : دخل رسول الله r يوم الفتح ،وعلى سيفه ذهب وفضة .
وهو معشوق النفوس التي متى ظفرت به ، سلاها عن غيره من محبوبات الدنيا ، قال تعالى : ? زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ? ، [ آل عمران : 14 ] .وفي الصحيحين : عن النبي r : " لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى إليه ثانياً ، ولو كان له ثان ، لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " .هذا وإنه أعظم حائل بين الخليقة وبين فوزها الأكبر يوم معادها ، وأعظم شئ عصي الله به ، وبه قطعت الأرحام ، وأريقت الدماء، واستحلت المحارم ، ومنعت الحقوق ، وتظالم العباد ، وهو المرغب في الدنيا وعاجلها ، والمزهد في الآخرة وما أعده الله لأوليائه فيها ، فكم أميت به من حق ، وأحيي به من باطل ، ونصر به ظالم ، وقهر به مظلوم ، وما أحسن ما قال فيه الحريري :
تبـاً لـه مـن خـادع ممــاذق أصفـر ذي وجـهـيـن كـالمـنافق
يبـدو بـوصـفيـن لـعين الرامق زيــنة مــعـشـوق ولون عاشق
وحبـه عند ذوي الحقـــائـق يدعو إلى ارتكاب سخط الخــالق
لولاه لـم تقـطع يمين السارق ولا بـدت مـظـلمـة مــن فــاسق
ولا اشـمــأز بـاخــل مــن طـارق ولا اشتكى الممطول مطل العائق
ولا اسـتـعـيـذ مـن حسـود راشـق وشـر ما فيــه مــن الخلائـق
أن ليس يغني عنك في المضـايق إلا إذا فـــــر فـــــرار الآبـــق
--------------------------------------------------------------------------------
حرف الراء
رطب:قال الله تعالى :?وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا*فكلي واشربي وقري عينا ?
[مريم : 25] .وفي الصحيحين عن عبد الله بن جعفر ، قال : رأيت رسول الله r يأكل القثاء بالرطب .وفي سنن أبي داود عن أنس قال : كان رسول الله r يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات ، حسا حسوات من ماء .طبع الرطب طبع المياه حار رطب ، يقوي المعدة الباردة ويوافقها ، ويزيد في الباه ، ويخصب البدن ، ويوافق أصحاب الأمزجة الباردة ويغذو غذاء كثيراً .وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل المدينة وغيرها من البلاد التي هو فاكهتهم فيها ، وأنفعها للبدن ، وإن كان من لم يعتده يسرع التعفن في جسده ، ويتولد عنه دم ليس بمحمود ، ويحدث في إكثاره منه صداع وسوداء ، ويؤذي أسنانه ، وإصلاحه بالسكنجبين ونحوه .وفي فطر النبي r من الصوم عليه ، أو على التمر ، أو الماء تدبير لطيف جداً ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء ، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء ، والحلو أسرع شئ وصولاً إلى الكبد ، وأحبه إليها ، ولا سيما إن كان رطباً ، فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن ، فالتمر لحلاوته وتغذيته ، فإن لم يكن ، فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة ، وحرارة الصوم ، فتتنبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة .
--------------------------------------------------------------------------------
ريحان :قال تعالى : ? فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم ? [ الواقعة : 88 ] . وقال تعالى : ? والحب ذو العصف والريحان ?[ الرحمن : 12 ] .وفي صحيح مسلم عن النبي r : " من عرض عليه ريحان ، فلا يرده ، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة " .وفي سنن ابن ماجه : من حديث أسامة رضي الله عنه ، عن النبي r أنه قال : " ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة ، نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقام أبداً ، في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهتة ، قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها قال : قولوا : إن شاء الله تعالى ، فقال القوم : إن شاء الله " .الريحان كل نبت طيب الريح ، فكل أهل بلد يخصونه بشئ من ذلك ، فأهل الغرب يخصونه بالآس ، وهو الذي يعرفه العرب من الريحان ، وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق . فأما الآس ، فمزاجه بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، وهو مع ذلك مركب من قوى متضادة ، والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد ، وفيه شئ حار لطيف ، وهو يجفف تجفيفاً قوياً ، وأجزاؤه متقاربة القوة ، وهي قوة قابضة حابسة من داخل وخارج معاً .وهو قاطع للإسهال الصفراوي ، دافع للبخار الحار الرطب إذا شم ، مفرح للقلب تفريحاً شديداً ، وشمه مانع للوباء ، وكذلك افتراشه في البيت .ويبرئ الأورام الحادثة في الحالبين إذا وضع عليها ، وإذا دق ورقه وهو غض وضرب بالخل ، ووضع على الرأس ، قطع الرعاف ، وإذا سحق ورقه اليابس ، وذر على القروح ذوات الرطوبة نفعها ، ويقوي الأعضاء الواعية إذا ضمد به ، وينفع داء الداحس ، وإذا ذر على البثور والقروح التي في اليدين والرجلين ، نفعها .وإذا دلك به البدن قطع العرق ، ونشف الرطوبات الفضلية ، وأذهب نتن الإبط ، وإذا جلس في طبيخه ، نفع من خراريج المقعدة والرحم ، ومن استرخاء المفاصل ، وإذا صب على كسور العظام التي لم تلتحم ، نفعها .ويجلو قشور الرأس وقروحه الرطبة ، وبثوره ، ويمسك الشعر المتساقط ويسوده ، وإذا دق ورقه ، وصب عليه ماء يسير ، وخلط به شئ من زيت أو دهن الورد ، وضمد به ، وافق القروح الرطبة والنملة والحمرة ، والأورام الحادة ، والشرى والبواسير .وحبه نافع من نفث الدم العارض في الصدر والرئة ، دابغ للمعدة وليس بضار للصدر ولا الرئة لجلاوته ، وخاصيته النفع من استطلاق البطن مع السعال ، وذلك نادر في الأدوية ، وهو مدر للبول ، نافع من لذغ المثانة وعض الرتيلاء ، ولسع العقارب ، والتخلل بعرقه مضر ، فليحذر . وأما الريحان الفارسي الذي يسمى الحبق ، فحار في أحد القولين ، ينفع شمه من الصداع الحار إذا رش عليه الماء ، ويبرد ، ويرطب بالعرض ، وبارد في الاخر ، وهل هو رطب أو يابس ؟ على قولين . والصحيح : أن فيه من الطبائع الأربع ، ويجلب النوم ،وبزره حابس للإسهال الصفراوي ، ومسكن للمغص ، مقو للقلب ، نافع للأمراض السوداوية .
--------------------------------------------------------------------------------
رمان :قال تعالى : ? فيهما فاكهة ونخل ورمان ?[ الرحمن : 68 ] . ويذكر عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً : " ما من رمان من رمانكم هذا إلا وهو ملقح بحبة من رمان الجنة " والموقوف أشبه . وذكر حرب وغيره عن علي أنه قال : كلوا الرمان بشحمه ، فإنه دباغ المعدة .حلو الرمان حار رطب ، جيد للمعدة ، مقو لها بما فيه من قبض لطيف ، نافع للحلق والصدر والرئة ، جيد للسعال ، ماؤه ملين للبطن، يغذو البدن غذاءاً فاضلاً يسيراً ، سريع التحلل لرقته ولطافته ، ويولد حرارة يسيرة في المعدة وريحاً ،ولذلك يعين على الباه ،ولا يصلح للمحمومين،وله خاصية عجيبة إذا أكل بالخبز يمنعه من الفساد في المعدة وحامضه بارد يابس ، قابض لطيف ، ينفع المعدة الملتهبة ، ويدر البول أكثر من غيره من الرمان ، ويسكن الصفراء ، ويقطع الإسهال ، ويمنع القئ ، ويلطف الفضول .ويطفئ حرارة الكبد ويقوي الأعضاء ، نافع من الخفقان الصفراوي ، والآلام العارضة للقلب ، وفم المعدة ، ويقوي المعدة ، ويدفع الفضول عنها ، ويطفئ المرة الصفراء والدم .وإذا استخرج ماؤه بشحمه ، وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم واكتحل به ، قطع الصفرة من العين ، ونقاها من الرطوبات الغليظة ، وإذا لطخ على اللثة ، نفع من الأكلة العارضة لها ، وإن استخرج ماؤهما بشحمهما ، أطلق البطن ، وأحدر الرطوبات العفنة المرية ، ونفع من حميات الغب المتطاولة .وأما الرمان المز ، فمتوسط طبعاً وفعلاً بين النوعين ، وهذا أميل إلى لطافة الحامض قليلاً ، وحب الرمان مع العسل طلاء للداحس والقروح الخبيثة ، وأقماعه للجراحات ، قالوا : ومن ابتلع ثلاثة من جنبذ الرمان في كل سنة ، أمن من الرمد سنته كلها .
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
منقول للامانه