إخوانى الاعزاء اتيت لكم اليوم بعد غياب طويل
أتيت إليكم لعلى أجد عندكم حماس الشباب وعقل الكبار
أتيت لأكفكف دموعى وحزنى ليس على شهداء غزة
ولكن على موقف العرب من العدوان
أتيت لكم وعندى بعض الكلمات هى ليست من قلمى لان قلمى حزين
ولكن من قلم صحفية بجريدة الاسبوع الصحفية الشاعرة نفيسة عبد الفتاح
كفـــنوا الأقـــــــــلام
كفنوا الأقلام ولنصمت جميعا، هذا سرادق للعزاء..
هيا أوقفوا طول المقال ولغوكم، ولتجعلوها صفحة سوداء..
كتب عليها بلون لهب نيرانهم، وبلون نهر الدم والأشلاء..
أنا مستجير منك يا صمت العرب، أنا مستجير من ضمير مهترئ..
أنا مستجير من عروبة تنسحق، أنا مستجير أيها الجبناء..
إني أريد الموت تحت قصف غزة، اني اريد رفقة الشهداء..
فلتصمتوا، فالموت جاء، فلتصمتوا، عاجزين أو شركاء..
فلتكتموا أنفاسكم ان كان في الوجه حياء..أو تصمتوا
تجرءون علي النحيب والبكاء فلتغمدوا أقلامكم..
ولتفتحوا أحداقكم، ولتنصتوا للرعب في حلق السماء
للنار حمم تشعل الليل وترصد الأحياء
لبيوتنا صارت عراء، لأماننا صار هواء
لكل طفل يحتضر، لكل أم تنتظر، لكل عرس قد أحالوه عزاء
لكل من رشقته في أرض المسيح طلقة ملعونة موصومة خرقاء.
فلتصمتوا جميعكم، من قايض الكرسي البغيض بالدماء
من خان أو باع أو أحني خانعا هذا وضيع، ذاك حقير،
والشياطين الخرس هم هؤلاء من داسوا بالأقدام كل مقدس،
من كممونا بليلة ليلاء من جعلوا فوق رقابنا سيف المعز،
أما الذهب فكان للغرباء غربان شؤم خفضوا راية عزنا،
سجنوا البريء وأعجزوا الشرفاء غربان شؤم ملكوهم أمرنا،
فمنحوا صك القتل للأعداء.
المـــوت جــاء،،،،
فلتنصتوا للشهقة البتراء ولترقبوا نزف العروق
قبضة الأرواح من جسد الفناء، صرعة الموت تغتال البقاء
ولتخدعوا أو تحزنوا كل بقدر ما يشاء
وليسكن الأمل القادر في ضمير الأتقياء
فلتسمعوا نشيجنا إلى الحمي، طال أو قصر الرجاء
نبكي وتشتعل القلوب بالرثاء وتردد الحسرة:إلي متي ضعفاء؟
نجأر بكل الضعف نستجدي السماء
ننفض تراب الهدم عن ثوب الشقاء
نحفر قبورا صامتين، ونلملم الجرح الثخين،
ونداري عورات النساء
ونبيع للأحياء بعض الرياحين،
ليعطروا قبر الشهيد بالورود والدعاء
ثم نعود منكسين، في موكب الرعب الحزين
ترصدنا في القصف الجديد قذيفة، تغتال بعض الأبرياء!
فلتفرحوا أهل النفاق والرياء،
فلتفرحوا يا قاتلي الشرفاء
ولتندبوا الموتي ولترسلوا شحن الغذاء والدواء
فلتستبيحوا عروبتي،
ولتستبيحوا الدين والأبناء
ولترتدوا زي الكهانة والتقي،
وتبيعوا شمع النذر للبسطاء
وتصلوا في التلفاز بالدمع السخي كي يرفع المولي عظيم بلاء
فلترتوي أقلامكم بدمائنا، ولتجعلوا كل الكلام رثاء
ولتغمسوا في الدم كل طعامكم،
ولتثملوا وجلودنا شوهاء
ولترقصوا وسط القصور بعهركم،
ظنا بأن حالكم بخفاء
فالموت قد يعظ القلوب النابضة،
لكــــــــنه....،
لا يحيي موتي أشقياء.
كفنوا الأقلام ولنصمت جميعا، هذا سرادق للعزاء..
موضوع: هذا سرادق للعزاء..